الحاوي في الطب ج (1)
ـ 29 ـ
نافع جيد لوجع العصب ، ماء البحر ينفع من ألم العصب إذا صبت على البدن ، وماء المطر جيد لوجع الأعصاب إذا استعمل بدل الماء.
روفس : قال : الماء خير للرعشة من الشراب ، الماء البارد يقوي العصب.
روفس : إدمان الحمام والتمرخ بدهن السوسن ودهن النرجس جيد لوجع العصب واسترخائه.
ابن ماسويه : طبيخ قشور الخضري هو الطلع يو افق وجع المفاصل. ودهن النرجس جيد لوجع العصب البلغمي.
ابن ماسويه : الأيرسا نافع من الاختلاج.
/ وقال جالينوس : دهن السوسن الأبيض نافع من الأوجاع العارضة في العصب من البلغم وكذلك السوسن نفسه ، الشلل والبل والفل خاصيتها النفع من وجع العصب ، وعصارة القنطاريون الصغير إذا شربت وافقت أوجاع العصب خاصة لأن ذلك يخفف الوجع وينفض الأخلاط اللاحجة فيها تجفيفاً ونفضاً لا أذى معه.
جالينوس : ماء رماد خشب التين المکرر المعتق ان تلطخ به مع زيت نفع من وجع العصب ، ودهن الغار يوافق جميع أوجاع الأعصاب ، وإن طبخ أصل الخطمي بالشراب وشرب نفع من الارتعاش.
ابن ماسويه : النافع من الوجع العارض عن البرد يدهن بدهن حب الغار أو دهرن النرجس أو دهن السوسن أو بالقنة مع دهن النرجس فإن كانت مع حرارة فيدهن الحناء وزيت انفاق ، وقال في الارتعاش اسقه در هم جند بيدستر بماء حار علي الريق واطعمه زير باجة من قنابر وعصافر مطبوخة بماء اللبلاب أو لباب القرطم ، والفلفل جيد له ، ولوجع العصب قنطاريون دقيق مثقال ، جند بيدستر نصف درهم ، عاقر قرحا نصف درهم ، قردمانا درهم ، هذه شربة بأوقيتين ماء السداب يصلح الفالج.
ابن ماسويه : للرعشة ، صبر جند بيدستر يجعل حباً ويعطى منه ويزيد وينقص الجند بيدستر على قدر الحاجة.
من تذكرة عبدوس : لوجع العصب الشديد ، يمسح بدهن الغار أو بدهن السوسن ويطعم لحوم الافاعي ويسقى قنطاريون دقيق بماء حار.
للرعشة من التذکرة ، قال : يسقى على الريق درهم جند بيدستر.
/ من الكمال والتمام ، نافع لوجع العصب التمريخ بدهن الغار ودهن السوسن ، وللوجع الشديد في الأعصاب أن يطعم لحوم الأفاعي ويسقى قنطاريون صغير درهم ونصف بماء حار أياماً ، للرعشة العارضة في البدن من شدة الوجع ، يطعم مخ الأرنب مشوياً أو مطبوخاً.
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 30 ـ
فيلغريوس ، قال : إذا كان الارتعاش من غير علة معروفة فصدنا له عروقاً وأسهلناه ودلكنا الأعضاء التي ترعش دلكاً شديداً أو أمرناه بأن ينقع في الماء الكبريتي فإن كان قوياً فقينناه بخربق وادو مناحمه بماء الكبريت إلى أن يخف ، والارتعاش من غلبة البرد عالجناه بالأشياء الحارة.
العلل والأعراض : الرعشة إنما تكون إذا لم يكمل عليه المرض للقوة المحركة للعضو کما يکمل ذللف في الفالج والعلة تذهب بالعضو نحو مرکزه والعضل يشيله فتحداث حركتين متضادتين وتحدث الرعشة أيضاً من الغم والفزع والغضب ومن سوء مزاج بارد کما تغلب ذلالک على المشايخ وعلى من يديم شرب الماء البارد او کثرة الشراب والاغتسال بالماء البارد ، والماء البارد وحده رديء جداً للعصب وخاصة فيما كان نحيف البدن.
قال : والاختلاج يکون من ريح غليظة ثابتة يتحرل تحت الموضع وليس يمکن أن يكون ذلك المحرك رطوبة لأن الرطوبة لا تنصب ويستفرغ في تلك السرعة ولا ريح لطيفة لأنها لو كانت لطيفة لنفشت / من حيث هي فهي إذاً ريح غليظة.
ويدلك على ذلك أيضاً أنه إنما يعرض فى الأوقات التى هى أبرد وفى الأبدان الأبرد عند الاستحمام بالماء البارد وشربه ونحوه من التدبير ، ومن أنه يبرز بالأدوية المتخذة. بالعاقر قرحا والجندبيد ستروبالتکميد بماء الملح ونحوه ، والاختلاج لا يعرض في عضوين إما في اللين جداً كالدماغ وإما في الصلب جداً كالعظم والغضروف ويعرض فيما بين هذين ، قال : والرعشة تحدث أيضاً من الاستفراغ.
من کتاب في علامات منسوب الي جالينوس ، قال : الاختلاج يعرض من الفزع کثيراً ، علاماته ضعف العصب ، الكسل والألم وثقل البدن وقلة الشهوة وإبطال نضج الطعام وإذا هاج الباه عرق عرقاً كثيراً ويطيل المباضعة وتكل حواسه وإذا غضب انصب عرقاً وإذا شرب الماء ضعف واسترخى جداً فهذه علامات ضعف العصب والتهيؤ للار تعاشي.
أبيذيميا : الرعشة في الأكثر تكون من غلبة البرد على العصب وربما يقع في الندرة من كانت علته إنما أصابته من أجل دوام الامتلاء أو احتباس شيء كان ينصب منه.
آبيذيميا : الجماع الکثير يورث الرعشة وکذللک الاستفراغ الذريع وجميع الأعراض التي تضعف القوة تورث الرعشة. لي : هذه تزيد في الرعشة إذا كانت ويورثها إذا أزمنت.
/ العلل والأعراض : قال : يكون الاختلاج من ريح بخارية غليظة لا تجد مخلصاً ولذلك يحدث أيضاً كثيراً في الأعضاء التي تبرد لأنها تفقد التحلل منها فيجمع فيها ويكون عندما يروم التخلص ضربة ويمنعه اللحم الذي فوقه فيتمانعان فتحدث حركة.
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 31 ـ
لي : على هذا السبب يکون علاج ذلله بالتکميد وتسخين الموضع ، والاستحمام بالماء الحار ، والماء البارد جداً رديء للعصب وخاصة فيمن كان نحيف البدن.
الطبري : قال : الارتعاش يحدث من الإكثار من الأشربة والماء البارد والجماع وخاصة على الشبع وکثرة السکر وينفع منه الجندابادستر والحلتيت ودهن القسط.
قال ابن سرافيون في باب الربو : ان الخيار شنبر ضار للعصب جداً منکيء له.
ابن سرافيون : قال : الرعشة تحدث من سوء مزاج بارد يوهان العصب ، وعلاج الشراب الصرف فينبغي أن يمنع منه أولاً ثم يأخذ في تقوية الدماغ بالخل ودهن الورد أو دهن الآس والخلاف.
الأوقات والأبدان الباردة وعند السباحة وشرب الماء البارد ونحوه من التدبير وعلاجه مسيح : قال : ينفع من الرعشة التي عن الدماغ أن يسقي درهم أسطوخودوس بماء العسل أياماً فإنه عجيبي.
/ قسطا في كتابه في البلغم ، قال : إذا دام الاختلاج فخلخل البدن بالحمام والدلك والأدهان اللطيفة مثل دهن القسط فإن كان قوياً صعباً فعالجه بشرب دهن الخروع وماء الأصول بعد اللوغاذيا.
الأعضاء الآلامة : قال : الخدر يكون بسبب البرودة كما تجد ذلك عياناً فيمن يسافر في الثلج وما يحدث عن العضو إذا برد فإنه يخدر أولاً ثم يصير إلى عدم الحس والحركة وهو متوسط بين حال الصحة والاسترخائية.
کتاب قسطا ، قال : الخدر نما يکون في العضو الذي له حس فقط لانه ذهاب الحس والحركة ويعرض الخدر من الأغذية الغليظة التى تولد فى العصب غذاء غليظاً يعوق النافذ في العصب عن النفوذ على مجرى الطبيعة كما يمنع الماء الكدر نفوذ الشعاع ويحدث عن الامتلاء الشديد لأن ذاك يضطر العصب إلى أن يتجافى ويتكاثف أكثر مما في طبعه فيسد بذلک المجاري الدقيقة التي ينفذ فيها الروح کما تراه فيمن يتکيء على عضو من أعضائه کما يعرض في الحال التي تسمي خدر الرجل وعند شد الرجل واليد والساق برباط أو غير ذلك وفى الحال المسماة بشدق ، ويعرض الخدر من أن يبرد العضو برداً شديداً لأن ذلك يجمع العضو فيكشف العصب ، وقد يعرض الخدر لامتلاء الأعصاب فقط ، ويستدل على الخدر الذي هو من امتلاء جملة البدن من علامات الامتلاء الحادث في جميع البدن ، وعلى الحادث من امتلاء الأعصاب / أن يكون العصب
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 32 ـ
ضعيفاً في الأصل وأن يكثر شرب الماء البارد والنوم والجماع والحمام بعد الطعام فإن هذا يجمع في العصب فضولا ويتحقق ذلك إن كان الخدر بعد استفراغ البدن وبعد قلة الغذاء وجودة الهضم ثابت فيعلم أن الفضلة إنما هي في العصب وامتلاء يخصه في نفسه ، وليستدل على الخدر من برد بالأسباب البادية مثل الثلج ونحو ذلك ويكون العضو في نفسه متقلصا منضما بارد المجس بإضافته إلى سائر البدن.
ويدل أيضاً على الخدر الذي من نفس ضعف الأعصاب وامتلاءها دوام الخدر وأزمانه وقد يمكن أن يعالج الخدر بأدوية مسهلة فينفي الأعصاب ويكون اللحم والعضل الذي فوقها ممتلياً والدواء المسهل يسخن الأعصاب فيحدث بفضل حرارته إلى العضو ويغتذي به ولا يبين للدواء فعل كثير.
وعلامة ذلك أن يكون الخدر ثابتاً مع امتلاء اللحم والعضل الذي فوقه وإذا كان ذلك فيحتاج إلى أن يضمر مثلاً اللحم ، وينفض امتلاء جملة البدن بالفصد وقلة الغذاء ثم يقصد بالأدوية التي تجذب من العصب.
قال : وأدوية الخدر جنسان أحدهما منقي للأعصاب من ما فيها بالاستفراغ والآخر يسخنها ، وأقوى المنقية حب القوقايا والمنتن والشيطرج وحب الاصطمخيقون الأربعة ويركب أدوية من / المنقية المسخنة مثل حب المنتن والأيارجات الكبار.
وقد رأيت قوماً نفعهم تعليق العلق من الخدر غير أنه لا ينبغي أن يكون البدن ممتالياً بل شديد الاستفراغ وينبغي أن يتجنب الأدوية المغلظة وقد رأيت غير واحد ممن ذهبت عنهم الخدر بالضمادات وينبغي أن لا يقدم على أضمدة الخدر إلا بعد تنقية جملة البدن.
ضماد ضمدت به امرأة كان قد بطل حسها فرجع وصحت ، عاقرقرحا حب الغار ، ميويزج ، فرابيون ، مرزنجوش ، بورق ، خردل ، آوقية آوقية فلفل جند بيدستر وأفسنتين من كل أوقية يعجن بدهن قثاء الحمار ويضمد به الموضع.
ومن أدويته الأشق والسكبينج والبارزد والغار ودهن الغار والسوسن والقطران والجاوشير ودهن البلسان وشم القنفذ وشحم الحمار الوحشي وميعة والرمان والقسط ورد هنه آيما شئت مفردة مع قيروطي شمع احمر ودهن زيت عتيق وهذه تبدد الغلظة أيضاً وتحلله.
قسطا في كتابه في البلغم ، قال : وينفع من الخدر آيارج رو فس ثم المرخ بدهن الفربيون يطرح فيه دهن الخروع وشمع وندام الرياضة وکثرة الحمام.
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 33 ـ
الباب الثاني : في الرعشة المبتدية والكائنة بعقب المرض وأوجاع العصب واسترخائه
والأشياء الجيدة والردية للعصب والاختلاج الثالثة من الأعضاء الآلامة :
قال : هؤلاء يسدرون وتظلم آعينهم ويدار بهم حتى ىعرض / لهم ماىعرض للصحيح إذا دار مرات كثيرة من دورة واحدة ومن أسباب يسيرة حتى أنهم ربما سقطوا ، وأكثر ما يعرض لهم ذلك عند نظرهم إلى الدواليب والمياه الشديدة الجرية وإذا سخنت رؤوسهم بالشمس أو بأي شيء کان . لي : من هاهنا حدسوا آنه ىکون من خلط بارد في الرأس ينحل عندما يسخن الرأس إلى بخارات ومن كانت هذه حاله فبين أن فصد الشريانين وشدهما لا يبرئانه لأن العلة فى الرأس أولية وعلاجها نفض الرأس . قال : وإنما يكون السدر من ريح بخارية حادة ترتفع إلى الدماغ في هذه الشرايين أو يكون في الدماغ نفسه سوء مزاج يولد مثل هذه الريح. قال : ىکون السدر إما لصعود رىح حادة بخارية إلى الرأس في الشرايين الظاهرة أو الباطنة وإما لأنه يتولد في الرأس نفسه مثل هذه الريح عن سوء مزاج مختلف فيه وإما لأنه يصعد عن المعدة. لي : لم يقل جالىنوس في السدر آنه ىکون من خلط بارد البتة ولم ىذکر فىه بالا ما قد کتبنا فىنبغي آن ينظر من أين قالت الأطباء ذلك . قال : وقد ينتفع قوم منهم بقطع الشريانين اللذين خلف الأذن عرضاً حتى يبرأ وليس كلهم يبرأ بهذا العلاج وذلك أنه يصعد إلى الدماغ شريانات أخر كثيرة غير هذه وقد يكون عن الدماغ نفسه وعن فم المعدة.
قال أرجيجانس : أنه إذا كان السدر من علة تخص الرأس كان قبل السدر والدوار طنين في الأذن وصداع وثقل الحواس وإذا كان عن فم المعدة تقدمه خفقان وتهوع. لي : يستعان بهذه المقالة جوامع هذا / الكتاب ، إذا كان السدر والدوار يخص الرأس فإن صاحبه لا يزال ثقيل الأذن مظلم العين ويكون السدر والدوار به دائماً.
وأما الذي يصعد إليه فإنه يفتر ، وصعوده إليه ربما كان في العروق التي خلف وعلامة ذلك توترها وتمددها وحينئذ فليقطع ، وربما صعد في شرياني السبات ودليله تمدد الرقبة ، وربما صعد من المعدة وآية ذلك أن العلة تصعب عند حدوث التخم أن العليل يجد قبله غثياناً وخفقاناً . لي : ينبغي أن يمثل هذا في الصرع.
اليهودي : قال : أكثر ما يكون السدر من الدم والصفراء وإن كان عن البلغم كان
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 34 ـ
قال أهرن : الدوار يكون إما عن المعدة وإما عن الرأس من قبل دم يصعد إليه أو ريح تتولد فيه عند سخونة في الشمس ويتقدم الذي عن المعدة وجع المعدة وغثي ونحو ذلك ، والذي من الدم الصاعد في الشرايين آن يدر وريتملد وينفع حينئان قطعها وقد يصعد في شرياني السبات وينفع منه قطع الباسليق ، وأما الذي يخص الرأس فليسق طبيخ الإهليلج والغاريقون. لي : ويضمد الرأس بالأضمدة المقوية وإن رأيت الوجه يحمر معه والبدن ممتلى ء فالفصد الصافن واحجم الساق ثم ضع المحاجم على القفا ، وينفع شم الكافور والأضمدة والنطولات الباردة.
بولس : قال : المادة التي يکون منها السدر وهي التي منها يکون ليثرغس وقد يکون عند ضغط بطون الدماغ من عظم ينکسر او نحوه ، / والسدريکون اذاغلب على الدماغ بالشمس أو الدثار ، وقد يعرض عن ضربة تصيب الرأس ويكون إما باشتراك وإما بانفراد فإن كانت العلة تخص الرأس تقدمه وجع شديد ودوي في الأذن وثقل في السمع وضعف في الشم ، وربما عرض منه ضعف الذوق ، وإذا عرض عن المعدة كان معه عصر المعدة والغثي ويعالج في وقت النوبة بالغمر والدلك للأطراف وما يشم مما يسكن العلة فاقصد الراحة بالفصد أولاً ثم بالإسهال بالأيارج وبعد ذلك بالحقن الحارة المعمولة بشحم الحنظل والقنطوريون وبعد ذلك حجامة النقرة وعلى الرأس ثم استعمل الغرغرة والعطوس ، فأما الذين يجدون حرارة في الرأس ودوياً في الأذن وذلك من بخارات حارة ترتفع في الشرايين فليفصد الشريانين الذين خلف الأذن على ما نصف في العمل بالحديد.
الإسكندر : قال : من أنفع الأشياء للسدر الحب الذي في باب الشقيقة.
شمعون : للدوار اقطع منه العرقين العظيمين الذين في القفا واکو هما حتى يبلغ العظم ومن سقط من شدة الدوار فهوعه ثم الحقنه بحقن حادة وعطسه وافصده وضمد رأسه بضماد بارد معتدل.
أريياسيس : قال : حرك أصحاب السدر في وقت النوبة بالدلك والشم حتى يتنبهوا ، فأما في وقت الراحة فليفصدوا أولا ثم يسقوا الأيارج ثم يحقنوا بحقن حادة مثل طبيخ الحنظل والقنطاريون ثم يشرطون على الرأس / ويحجمون النقرة ويتغرغرون بما يجلب بلغماً كثيراً ويعطسون. لي : الفرق بين السدر الشديد التي يسقط صاحبه منه وبين الصرع بأنه لا يكون مع سقوط السدر تلوي ولا تشنج يحرر ذلك.
ابن ماسويه : من كتاب السدر والدوار ، قال : إن البخار الغليظ الكثير إذا صعد إلى الرأس ولم يمكنه التنفس والتحلل منه ولد السدر وهذا البخار إما أن يتولد في الرأس إذا كان مزاجه رطباً مولداً للبخار وإما أن يصعد عن المعدة أو بعض الأعضاء الأخرى كالساق والفخذ والكلى ونحوها فدليل السدر الذي يخص الرأس يكون إنما يتولد إذا سخن الرأس بالشمس والنار والدثار ونحوه.
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 35 ـ
وأما الكائن عن المعدة فإنه يولد السدر في مقدم الرأس خاصة ويكون معه تهوع وغشي وتکسر ويشتد مع طعم ويکثر التبزق والبصاق . لي : قد يکون سدر عن المعدة إذا خلت فلا يسكن إلا بالطعام من الأشياء القابضة.
قال : وأما الذي يرتفع من عضو ما فإنه يجد الدبيب يرتفع من ذلك العضو حتى يبلغ الرأس ثم يسدر وهذا البخار يحدث عن جميع الأخلاط فاستخرج ما الغالب عليه من الدلائل الظاهرة والتدبير المتقدم ، فإن رأيت أمارات الدم فافصد وإن رأيت أمارات الصفراء فأسهل.
ابن سرافيون : قال : الدوار يکون اما باشترال واما بانفراد فالذي باشترال يکون مع سوء الهضم ووجع المعدة والقراقر والغشي ويسکن ويهيج ، والذي بانفراد عن ـ الرأس فيكون دائماً ويكون مع طنين الأذن / وثقل الرأس وظلمة البصر ويقرب من حالة السكران وقد يكون الدوار من بلاغم كثيرة في الرأس فعالج هؤلاء بإسهال البلغم ثم بالتدبير الملطف والأدوية المسخنة وتنقية الرأس ، وإن كان من رياح غليظة فاكبه على طبيخ البابونج والبر نجاسف ولکليل الملل والصعتر والمرزنجوش والشيح وورق الغار ، وإن كان من كيموس حارفاً نفضهم بطبيخ الهليلج وإن رأيت للفصد وجه فافصدهم القيفال إن كان بانفراد الرأس وإن كان باشتراك فالأكحل ، واسقه بعد ذلك المبردات وضمد بها رأسه وإن طالت العلة فاعلم إنها باردة فعليك بالإيارجات الكبار ونقيع الصبر بليغ جيد ، وان کانت الريح يرتفع في الشريانين اللذين خلف الاذنين فآية ذلك أن يتمدد تمدداً شديداً ويلتفان بآخره وإن أنت شددتهما سكن الوجع وكذلك إن أطليتهما بالأدوية القابضة ، ويسكن البتة بترهما وإن لم ينتفع بذلك فإنه يصعد في الداخلة وعلاجه إدمان الإسهال.
الفصول الخامسة : قال : السدر هو أن يخيل للإنسان ما يراه يدور حوله ويفقد حس البصر بغتة حتى يظن أنه قد غشي جميع ما يراه ظلمة وينفع منه القيء.
لي : كان جالينوس لايفرق بين السدر والدوار ، والدوار هو آن يري ما حوله يدور والسدر يكون بعقب الدوار إذا اشتد وبلغ إلى أن يسقط وحصل أن الدوار ينبغي أن يطلب سببه من حال البدن وتدبيره وأزمان العلة فإنه قد يكون من خلط بارد وحار ثم يعالج بحسب ذلك.
/ مسائل الفصول : قال : السدر هو أن يرى الإنسان جميع ما يراه كأنه قد تغشا ظلمة أو ضباب ويعرض لخلط رديء يلدغ فم المعدة.
البشيذك
لي : هذه العلة تكون من حالة إعيائه في البدن وخاصة في أعالي البدن وتتمدد
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 36 ـ
معه العروق وتحمر العين ويکثر التثاوب والتمطي وينفع منه على ما قد جربت صب الماء البارد الكثير على الرأس وشرب ماء الثلج والنوم وإذا كان يكثر بالإنسان فإنه يحتاج إلى فصد عرق القفال وإلى سهال الصفراء.
الحوز ، قال : وج جيد للبشيذك. لي : وقد جربه صديق. لي : فانتفع به فإن كان يلو که ولعله يعمل ذللک بخاصيته وقد ينفع منه آن يستف کزبرة وسکر وآن يشد اليد على شريانى السبات ساعة وينبغى أن يخدر وأن يصيب الإنسان من الشد على هذين حالة شبيهة بالسكتة حينئذ. وقال : خل العنصل يصلح للسدر العارض من السوداء وشرابه جيد ، البلسان نافع من السدر.
روفس : قال : شرب الماء خير في السدر من الشراب واصل الفاشرايشرب منه کل يوم در همين يعظم نفعه للسدر ، القنة إذا دخن به نفع للسدر.
ابن ماسويه : ينفع من السدر حب البلسان مثقالين يسقي بنقيع الصبر آو بنقيع الأيارج أو بنقيع الحمص في ماء الأفسنتين ثلاث أواق وللسدر العارض من البلغم والصفراء بنقيع الصبر والأفسنتين.
/ هراوس الحکيم : قال : يکون السدر من البلغم والسوداء ويجد صاحبه ثقلاً في 1 هـ الرأس ويحيد بصره عن الضوء ولايستطيع سماع صوت شديد ويري بين يديه اشياء تدور فإذا تمطى وهو قائم سقط فليفصد ويحقن ويشم الملطفة ويقوي الرأس بخل ودهن ورد ويلطف غذاؤه ويکثر المشي وينطل على رأسه ماء حار فإنه يبرؤه ويحجم النقرة ويقطع الشريان الذي خلف الاذن ويشم جند بيدستر وسداب ومرزنجوش ونمام ويسهل بالغاريقون وشحم الحنظل وأيارج وملح هندي والأسطوخودوس.
من حفظ الصحة ، قال : قد يکون سدر ودوار من قبل مزاج الشريانات فليفصد حينئذ الشريانات أعني خلف الأذن . وقال : في الفصد اجعله من الرجل.
جورجس : قال : حال من سدر كحال من يدور مرات كثيرة يحميه ، ويسدر أيضاً من الشمس والصيحة الشديدة وينفعه قطع القيفال والإسهال وترك الشراب وجميع ما ابن ماسويه : من کتابه في السدر ، قال : يکون من بخار کثير يملا الدماغ اما يتولد في الرأس أو يصعد من المعدة أو من بعض الأعضاء فاستدل على الذي من عضو ما أنه يجده يصعد منه أولاً ويعرف حال البدن ثم انفض ذلك الخلط الغالب.
مجهول : إذا كان السدر مع حرارة فعالج بخل خمر ودهن ورد والفصد شرياني الأذن والقيفال واحجم الفاس وانفخ في أنفه كافوراً وإن كان مع برد فأسهله بالقوقايا واسعطهم بما يجذب البلغم.
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 37 ـ
في الماليخوليا والاغذية السوداوية
المضادة لها
المستعدين للماليخوليا وبالضد
الثالثة من الأعضاء الآلامة : الوسواس السوداوي لا يكون من البلغم البتة ويكون من الخلط الأسود لا من المرة السوداء الردية التى من احتراق الصفراء فإنه إنما يكون من هذا الخلط الاختلاط الرديء الذي معه توثب على الناس وحدّة شديدة ، قال : وقد يكون الوسواس السوداوي إما أن يكون لأن ما في الدماغ نفسه من الدم الذي في عروقه وقد تغير إلى السوداوية وليس دم سائر البدن كذلك أو يكون الدم الذي في سائر البدن كذلك . قال : والدم الذي في عروق الدماغ تميل إلى السوداوية إما لأنه يتولد فيه نفسه ، وتولده يكون من حرارة كثيرة في الموضع نفسه يحرق ذلك الدم ويشيطه واما آن اينصب اليه من جميع البدن ، وإذا كان الدم الذي في جميع البدن سوداوياً فابدأ بالفصد والإسهال ، وأما أن كان الذي في الرأس منه فقط كذلك فلا حاجة إلى فصد لهذه العلة ، اللهم إلا لشيء آخر يحتاج فيه إلى الفصد وميز هل الدم السوداوي في البدن كله أو في الرأس وحده من حال البدن فإن الأبيض السمين قل ما يتولد فيه ، والقضيف الشديد الأدمة والأزب الواسع العروق يتولد فيه هذا الخلط والبدن الأحمر اللون جداً ربما يعتريه المزاج السوداوي وبعد هذا صاحب البدن الأشقر وخاصة إذا كانوا قد تعبوا تعباً شديداً واهتموا ولطفوا التدبير.
وانظر هل احتبس استفراغ دم سوداوي آو غيره کان يعتاده من بواسير آو طمث أو خلفة أو قيء وهل كانوا يستعملون الأغذية المولدة للسوداء مثل لحوم المعز والبقر ولا سيما الشيران والتيوس من المعز ولحوم الحمير والجزور والثعالب والأرانب والخنازير البرية والأصداف أو النمكسود من كل حيوان.
والکرنب يولد السوداء کثيراً وقضبان الشجر الذي يكبس بالملح وحدها أو مع الخل . لي : هذه کالرو اصيل والکوا ميخ والعدس في غاية التوليد لالسوداء والجبن العتيق والخبز الذي ليس ينقى من النخالة إذا أدمن والبذور الردية والشراب الغليظ الأسود من أكثر شيء في توليد السوداء ، ومتى أكثر الإنسان منه ثم نالته حرارة بسبب عارض من تعب أو غيره والجبن العتيق والإكثار من الرياضة والحميات الطويلة أو الحادة والأدوية والأغذية المسخنة أو عجز الطحال عن جذب السوداء فإن كل هذه مع
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 38 ـ
حال الهواء ، وسن العليل يدلك هل دمه سوداوي أم لا فإذا نظرت في هذه فحقق ذلك كله بفصد العرق ، فإن رأيت الدم أسود فأرسله بقدر القوة وإن رأيته صافياً أحمر فاحبسه على المکان والاجود آن تفصد الاکحل.
ومن الوسواس السوداوي صنف آخر يكون ابتداءه من المعدة ويسمى المراقي ويتبع هذه العلة جثاء حامض وبزاق رطب كثير وحرقة فيما دون الشراسيف وقرقرة تحدث بهم بعد أن يأكلوا بوقت صالح / وربما هاج بهم مع ذلك وجع في البطن لا كـ يسکن حتى يستمري الطعام واذا تعبوا تقيؤوا طعامهم نياً على حاله مع ضروب بلاغم حامضة بضرس ومرار حاد ويعرض لهم في هذه العلة على أكثر الأمر منذ الصبي ثم يطول بهم.
قال وقال ديوقلس : والعلة في هذا الصنف أن ما في الماساريقا منهم حرارة مجاوزة المقدار وأن دمهم في ذلك الموضع قد غلظ والدليل على أن العلة بهم في هذه العروق أن الغذاء لا يصل إلى أبدانهم.
وقد قال قوم أن بهم في ناحية البواب ورم حار ودليل ذلك أن طعامهم يبقى إلى اليوم الثاني لأنه ينفذ إلى أسفل ويعلم أن بهم ورماً حاراً من الحرقة التي تعرض لهم ومن انتفاعهم بالأغذية الباردة.
قال جالينوس : والأعراض المقوية لهذه العلة التفزع وخبث النفس والأمر في أن معدهم ممتلية رياحاً وأنهم يجدون للجشاء وللقيء خفاء ظاهراً ، وديوقلس لم يذكر کيف يعرضي لهم من الورم الحار في المعدة واعراض الماليخوليا ولعله عسر عليه ذلك ونحن نشرحه.
فنقول إنه يشبه أن يكون في المعدة من هؤلاء شيء من الورم الحال الدموي والدم المحتقن في ذلك الموضع أشد غلظاً وأقرب إلى السوداوية فيصعد منه بخار سوداوي إلى الدماغ فتعرض عند ذلك أعراض الماليخوليا كما أنه إذا صعد إلى الرأس بخار لطيف أحدث فى العين أعراض الماء وإذا صعدت عليه أبخرة الصفراء حدث الصداع والأكال.
قال : ويعرض لهم من التخيلات أشياء عجيبة متفننة حتى أن أحدهم ظن أنه / قد صار خزفاً وآخر ظن أنه ديك وآخر خاف من وقوع السماء عليه وبعضهم يحب الموت وبعضهم يفزع منه والفزع والخوف لازم لهم في كل حين والسبب في ذلك بخارات السوداء إذا صعدت إلى الدماغ ووحشة كما يتوحش الناس من الظلمة فإذا تغير مزاج الدماغ تغيرت لذلك أفعال النفس. قال : فمتى حدثت هذه الأعراض في المعدة ثم تبع ذلك أعراض الماليخوليا وكان العليل إنما يجد الخف والراحة بالقيء والجشاء والبراز وجودة الهضم فالعلة مراقية والفزع وخبث النفس عرض تابع ،
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 39 ـ
فأما متى كانت الأعراض الخاصة بالوسواس السوداوي عظيمة فليست مراقية. لي : فقد أشار إلى أن المراقية لا يكون ما يتبعها من أعراض الماليخوليا عظيماً وكذلك وجدته فيما رأيته والمعدة إما أن لا يوجد فيها شيء من هذه الأعراض وأما يوجد شيء قليل فالعلة في الدماغ نفسه ، وحينئذ فانظر في الدماغ نفسه يتولد ذلك الدم السوداوي أم في البدن كله بالدلائل التي ذكرت فإذا لم تكن تلك موجودة ولم يكن البدن مما يولد سوداء فمل إلى أن العلة فى الرأس ويكون أكثر ذلك بعقب علة حادة تصيب الرأس إما احتراق في الشمس وإما قرانيطس أو صداع دائم وسائر ما يحمي الرأس وقد يكون أيضاً في عقب السهر الطويل وأنا أعالج هذا الجنس بالاستحمام المتواتر والأغذية المولدة للخلط الجيد الرطب ولا أحتاج إلى غير ذلك ما دامت العلة لم تطل فيصير الخلط عسر القلع والخروج عن موضعه وأما إذا أزمنت فإنها تحتاج إلى أشياء أبلغ منها . لي : يمنع أن يكون السبب في المراقية / ورماً حاراً أو ثبات الطعام نياً بحاله والجشاء الحامض والبزاق الرطب الكثير المقدار والقيء الذي يضرس وأكثر من ذلك كله أنه ليس هناك حمى فإنه ليس أعجب من أن يكون ورماً حاراً في ما ساريقا ولا يتبعه عطش ولا حمى ولا قيء مرار صرف وليس شيء فيما يظهر يقوي هذا الرأي بل كله ينقصه إلا أن انتفاعهم بالأغذية الباردة وتستخبر بعلة ذلك وكثرة النفخ فيها أيضاً ليس ما يلزم الورم الحار لكن الأشبه أن تكون هذه العلة سببها كثرة ما يبطن في المعدة من السوداء عن الطحال والدليل على ذلك أنهم كلهم مطحولون كما قد ذكر جالينوس في الخامسة من هذا الكتاب وهذا قوله.
فأما العلة المعروفة بالمراقية فان صاحبها يکون حزيناً آيساً من الخير ويشتد عليهم متى أتخموا ، وجلهم مع ذلك مطحولون وهذا مما يدعو إلى أن هذا العضو قد تنصب منه إلى المعدة رطوبة ردية من جنس الصديد وإنما يعرض لهم سوء الهضم من برد معدهم ولذلك يبقى الغذاء في معدهم بحاله وجلهم بكثير الأكل لأن السوداء يهيج الشهوة الكلية بلذعها الفم المعدة كما يفعل الخل والأشياء الحامضة والنفخ يلزمهم لفساد الهضم ولضعف الحرارة ومن نفخ السوداء أيضاً الخاصة بها والوجع من حر السوداء ولذعها للمعدة وانتفاعهم بالأشياء الباردة يكون لأنها تعدل في المعدة لأن هذه الأغذية رطبة فتصلح من رداءة السوداء وحدتها وليس ينتفع بها على طريق قلع العلة ـ الك لأنها لا تفعل ذلك فيهم إلا إذا أزمنت زماناً طويلاً لأن الخلط / الأسود إنما يتولد من حر الكبد والطحال يمتار هذا الخلط منه فإذا قل تولده على امتيازه منه قل لذلك ما يدفعه إلى المعدة وهو. أعظم علاج الماليخوليا ويعلم أن نفع الباردة لهم على ما ذکرنا لا على طريق ما يطفي ء ذللي لسوء مزاج لانه لو کان کذللک کانو اسيد منونها ولكنه يهيج بهم منها نفخ وينقلون عليها فلذلك يدعونا إذ لا معرفة عندهم بأنهم لو
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 40 ـ
أزمنوها قلعت عنهم وإنما ينتفعون منها بتسكين وجع المعدة إذا هاج ساعة فقط وقد سقيت رجلاً ميفختجا وماء الشعير أريد بذلك استبراء هذا الأمر فكان انتفاعه بالميفختج في تسکين الوجع اکثر وکان احمد عاقبة وهذا الکلام اينبغي آن يفرد لمقالة. لي : جملة علاج الماليخوليا عليك في النوعين الأولين بترطيب البدن فإنه إذا رطب برء البتة ولا تدع استفراغ الخلط الأسود في خلال ذلك بالإسهال الدائم والفصد إن احتجت إليه وترك الأغذية المولدة للسوداء والتدبير المطف بل استعمل المغلظ فإن تكثير الخلط البلغمي في البدن يبرؤ الوسواس السوداوي وأما المراقية فخذ في تدبير الكبد لثلا يكثر تولد السوداء فيها فإن لم يتهيأ فعليك بإدمان الاستفراغ للخلط الأسود بالإسهال ثم جوارشات تسهل السوداء وتقوي فم المعدة ويحط النفخ إذا أدمنتها في أيام الراحة كالمتخذ من الهليلج الأسود والأفتيمون والكندر وقوفم المعدة كل يوم بالأفسنتين والكندر فإذا فسد الطعام فلتقيئه ثم يأكل بعد استنظاف الأول وقيئه قبل الطعام لئلا يخالط الطعام ما قد سبق وسال ، وخاصة متى أحس بالحموضة قبل الطعام ، وأعطه الأغذية الحلوة الدسمة ولا تفارقه أسهال السوداء / وفصد الباسليق والمحاجم على الطحال والأدوية المحمرة.
السادسة من الأعضاء الآلامة : قال : إن الطحال إذا كانت فيه علل ودفع عن نفسه فضلاً ردياً فربما صبه إلى فم المعدة فأحدث الماليخوليا قال إن الطحال إذا صب إلى فم المعدة فضلاً سوداوياً أورث كآبة والوسواس السوداوي وربما يهيج الشهوة وربما لم تهج به وافسد الهضم في الحالين جميعاً من قوي النفس. قال في الماليخوليا : يغلب على النفس بغتة الهم والفزع واليأس من الخير ويعرض أضداد ذلك من سبب ضد ذلك.
جوامع الثالثة من الأعضاء الآلامة : قال : إذا كان الدماغ قد اجتمع فيه خلط سوداوي فحينئذ نقل البدن بالخربق الأسود . لي : هذا هو ما قال جالينوس : يحتاج إلى علاج أقوى من هذا ، وإذا كان يصير إليه هذا الخلط من المعدة فعلامته أن تخف أعراضه إذ أحس استمراء وبالضد وكثرة الجشاء والقراقر والبزاق والالتهاب والوجع بين الکتفين والوجع البلغمي والمراري.
وإن كان جميع دمه سوداوياً فافصده وتعلم أن الدم السوداوي في الدماغ وحده وليس الوسواس عن جميع الدم الذي في البدن ولا مراقي من أن لا يكثر أعراضه ولا يقوى بعقب التخم ولا يخف بعقب حسن الاستمراء ولا البدن مما يولد سوداء ولا دمه إذا فصدته أسود ويكون قد تقدم ذلك هم أو سهر ، ويعرض كثيراً للشمس ويداوي هذا النوع بالحمام بالماء العذب الفاتر وترطيب الرأس بالأغذية الجيدة الخلط / وما كان من العروق فبالفصد والمراقية بالحقن ، وفي باب الصرع دواء عجيب للماليخوليا.
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 41 ـ
السادسة من الفصول : قال : کان رجل يجري منه دم بواسير فاحتباس فحداث منه وسواس سوداوي فاستفرغته أخلاطاً سوداوياً فبرأ ثم كنت أستفرغه أبداً منها إذا شعر بالعلة فيسکن عنه مع استفراغها ماکان بداً به من ذللي الوسواس ويستفيد بالاسهال معيناً لاستفراغ الخلط الاسود وکان الدواء يفتح بواسيره ايضاً فيجري منه الدم الرديء. لي : في أن قوى
(1) النفس أقوى يجب منه أن يشرب الشراب باعتدال عند الماليخوليا ولا شيء أفضل له منه ولا علاج أبلغ في رفع الماليخوليا من الأشغال الاضطرارية التي فيها منافع أو مخافة عظيمة تملأ النفس وتشغلها جداً والأسفار والنقلة فاني رأيت الفراغ اعظم شيء في توليده والفکر فيما مضي وکان يکون وينبغي آن يعالج هذا الداء بالاشغال فإن لم يتهيأ فبالصيد والشطرنج وشرب الشراب والغناء والمباراة فيه ونحو ذلك مما يجعل للنفس شغلاً عن الأفكار العميقة لأن النفس إذا تفرغت تفكرت في الأشياء العميقة البعيدة وإذا فكرت فيها فلم تقدر على بلوغ عللها حزنت واغتمت واتهمت عقلها فإذا زاد وقوي فيها هذا العرض كان ماليخوليا وقد برء غير واحد منهم بهدم وقع آو بغرق آو حرق او خوف من سلطان وکل هذا يدل على أن النفس إذا عرض لها بغتة أمر اضطراري شغلها عن العناية والفكر بغيره . لي : الماليخوليا قد يكون والأخلاط جيدة / ولا يحتاج إلى دوائه ويكون ذلك من فكرة في شيء ما يدفع
(2) وعلاج هذا النوع يكون بحل ذلك الفكر فإنه كان رجل شكا إلي وسألني أن أعالجه من مرة زعم سوداوية فسألته ما يجد ، فقال : أفكر في الله تعالى من أين جاء وكيف ولد الأشياء فأخبرته أن هذا فكر يعم العقلاء أجمع فبرأ من ساعته وقد کان اتهم عقله حتى آنه کاد آن يقصر فيما يسعى فيه من مصالحه وغير واحد من هؤلاء عالجته بحل فکره.
الثالثة من السادسة من أبيذيميا : أصحاب المراقية يشتهون الجماع شهوة دائمة ويعرض لهم إذا استعملوه انتفاخ في البطن خاصة لمن أسن منهم وإنما تكثر شهوتهم للجماع لأن الرياح تكثر فيهم فيما دون الشراسيف والجماع يخفف عنهم ذلك ، قال : وأصحاب الماليخوليا لا يخلون أن يفزعوا من شيء ما لأن هذه العلة إنما هي الفزع من شيء ما فإذا كانت خفيفة خفية فزعوا من شيء أو شيئين أو ثلاثة وإذا كانت ظاهرة فزعوا من آشياء کثيرة.
الخامسة من السادسة : قال : الجماع يضر لصاحب الوسواس السوداوي.
قال في الثامنة من السادسة : أصحاب الوسواس السوداوي قد يتقيؤون خلطاً أسود فربما خف بذلك عنهم مرضهم وربما لم يخف.
**************************************************************
(1) كذا بالأصلي.
(2) كذا بالأصل ولعله يقع.
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 42 ـ
اليهودي ، قال : الماليخوليا إذا خف بعقب لين البطن وخروج الرياح والاستمراء التام فالعلة مراقية ، قال : ومن كان من أصحاب الماليخوليا شديد الحزن فألفه في مجالسة الناس والشراب والغناء والأسفار الطويلة والنقلة.
/ الطبري ، قال : الوسواس يکون من الحر واليبس وقد صدق فان الماليخوليا بوسواس بل إنما هو تفزع وظنون كاذبة.
أهرن ، قال : المراقية علامتها أن يعرض لأصحابها نفخة إذا طعموا وخاصة إن كان شيء بطيء الهضم وجشاء حامض والتهاب في المراق وقراقر ووجع شديد يبلغ من البطن إلى بين الكتفين ولا يسكن إلا بعد الهضم ثم يهيج إذا طعموا أيضاً.
وقد يعرض أيضاً ذلك أحياناً عند خلاء البطن والصوم ويكون ما يتقيؤوه بضرس من حموضة مع حراقة ويعرض ذلك للصبيان فكلما شبوا يزيد ذلك بهم.
قال : وينتفعون بالطعام البارد ويستريحون إليه قال وإن طال المقام بأصحاب الماليخوليا في غم ووحشة أو هول اختلطت عقولهم فاذا رأيت الماليخوليا من غير هذه الاعراض فليست مراقية فعالج الکاين من الدم في البدن کله الاسود بفصد الأكحل ثم بإسهال السوداء متوتراً ثم بالأغذية الجيدة الخلط وما كان في الرأس وحده فبالسعوط والغرور والأطلية اللطيفة الحارة. لي : ينظر في ذلك والمراقية بالأغذية اللطيفة وجودة الهضم والحمام وعالج جميعهم بالحدث
(1) والسرور والفرح وأطعمهم الزيرباجات واسقهم شراباً لذيذاً طيباً وإن فصدتهم فلم تر الدم أسود فاعلم أنه قد أخطأت في حدسك بأن الدم كله أسود فاقطعه مكانك ، وإن كان أسود فاستكثر من إخراجه ، وأصحاب المراقية / فأسهلهم إن كانت معدهم قوية في مرة واحدة وإلا ففي الات مرار کثيرة قليلا قليلا ، وعالج الرأس في العلة الأخرى بعد سائر العلاج بما يقوي الرأس لئلا يقبل ما يصعد إليه من بخار البطن واسقه سكنجبينا فإنه ينقى المعدة واحقنه إن احتاج بالحقنة اللينة ، واسعطه بالطيب ليقوى رأسه بمثل هذا ، مسك جزؤ ، كافور نصف جزژ ، زعفران وصبر جزو جزژ ، سکر طبرزد جزوين ، اسعطه بدانق بالبن جارية. لي : تقوية الدماغ واجب في هذه العلة إلا أن إسخانه لا يجب.
الرابعة من النبض : قال : فلأن نبض العرق العظيم المستبطن بعظم الصلب يظهر في الموسوسين في بعضهم عند الهزال المفرط.
بولس ، قال : الماليخوليا إما لغلبة السوداء على الدماغ وحده ، وإما لأن البدن كله سوداوي ، وإما لأن البطن ورمه حار في الجداول قد طال احتباسه فتصعد منه
**************************************************************
(1) كذا بالأصل ولعله الحديث .
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 43 ـ
بخارات سوداوية ، وهذه العلة تسمى المراقية ويعمها كلها الخوف وخبث النفس والأفكار الردية الباطلة والغام الباطل وربما كان معه ضحك وقد يحدث في التدبير السوداوي المزاج واحتباس آشياء کانت تستفرغ فاستدل على الشراسيفي بفساد الهضم والجشاء الحامض والثقل فى البطن والحرقة وانجذاب المراق إلى فوق ، وتخف هذه الأعراض بجودة الهضم وتلين البطن وخروج الرياح والقيء والجشاء ، فإذا لم يظهر هذا ولا كان البدن سوداوياً فإن العلة في الدماغ مفرداً ، فعالج الذي من الدماغ بانفراد يحتاج إلى علاج آخر غير الترطيب إذا لم يكن مزمناً فإن كان مزمناً فأسهل أولا مرات کثيرة برفق ، واعطه بعد طبيخ الأفسنتين ويتجرع عند النوم شيئاً من الخل الثقيف ويصطبغ به کثيراً ، والأجود أن يكون فيه عنصل أو جعدة أو زراوند . لي : ينظر فيه إذا كان دم البدن كله أسود فافصده أولاً ثم أرحه ليقوى ثم أسهله بالخربق الأسود أو بقثاء الحمار وافتح أفواه البواسير إن كانت به ، وإدرار البول والعرق نافع لها ولا ينظر فيه ، واذا کان الوجع في الشراسيف فکمد تلالک المواضع ونطلها بطبيخ السداب والشبت والافسنتين والفوتنج والفنجنکشت ورحب الغار فإن هذه تسکن الوجع وتحط النفخ ، والأجود أن يصير في الضماد سعد أيضاً وأصل السوس وشجر مريم وتترك هذه الأضمدة زماناً طويلاً على هذه المواضع ، ويكون المريض قد يجوع وضع عليه المحاجم بالنار فإن كان هناك وجع وورم حار فليستعمل الشرط أيضاً ، وعالج بالخردل وضع عليه الأضمدة المحللة القوية المحمرة فيما بين الكتفين والبطن أيضاً وإذا طالت هذه العلة فاستعمل القيء بالخربق ، وبالجملة فليکن تدبيرهمم وتدبير کل من به مرض سوداوي ما يولد خلطاً جيداً ويرطب ويمنعون مما يؤكد السوداء.
الإسكندر الأفروديسي ، قال : ليدع أصحاب السوداء الكرنب والجرجير والخردل والثوم ولحوم البقر الغليظة واليابسة والحريفة والحامضة ، والملح يولد مرة وليلزموا اللهم الدائم واللذات والحمام / والصيد وإشغال الفكر والانتقال.
شمعون ، قال : أعراض الماليخوليا الكآبة والحزن والخوف والضجر وبغض الناس وحب الخلوة والضجر بنفسه وبالناس ، قال أدخله الآبزن في بيته لا في الحمام وأعطه الأطعمة الرطبة الدسمة السريعة الهضم وأسهله سوداء وليسافر وينتقل في المنازل وليجتمع مع الناس على الشراب والسماع.
ابن ماسويه في كتابه في الماليخوليا ، قال : سقوط الشهوة في هذه العلة ردية لأنها تكون من اليبس ، وقلة الأكل تجفف جداً.
الثالثة من مسائل أبيذيميا : قال : يسهل الوقوع في الوسواس السوداوية لمن كان
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 44 ـ
حار القلب رطب الدماغ لأنه بسبب حرارة القلب يكثر تولد السوداء وبسبب رطوبة الدماغ قبوله لما يصعد إليه وتأثره عنه.
المستعدون للماليخوليا أصحاب اللثغة والحدة وخفة اللسان وكثرة الطرب واللون المفرط الحمرة والأدمة وكثرة الشعر وخاصة في الصدر وسواده وغلظه وسعة العروق وغلظ الشفتين لأن بعض هذه الدلائل تدل على رطوبة الدماغ وبعضها على غلبة الخلط الأسود.
آريبا سوس ، قال : عالج الشراسيفي بالقيء والإسهال والجشاء والهضم الجيد ، وإذا كان التفزع وخبث النفس قوياً فلم يتبين في البطن فساد فالعلة في الدماغ ويعالج بإدمان الحمام والأغذية المرطبة فإن كانت عسرة مزمنة فيقيئون بالأفتيمون والصبر تنقية جيدة متواترة فإن لم ينجع فبشحم الحنظل والخربق.
/ اغلوقن ، قال : العلة التى لها تكثر السوداء فى العروق إما أن يكون الكبد حارة يولد دماً سخناً أسود ، وإما أن يكون الطحال لا يجذب هذا الفضل ، وإما أن تكون الأغذية تولد السوداء.
الصحف ، معجون عجيب للسوداء والسدر ، آفتيمون بسفايج خمسة خمسة ، حجارة أرمينية ثلاثة دراهم ، إهليلج كابلي سبعة دراهم ، غاريقون وأسطوخودوس عشرة عشرة ، ملح هندي شحم حنظل هليلج آملج حاشا خربق أسود ثلاثة ثلاثة ، تربد عشرون درهماً ، يعجن بسکنجبين العسل.
روفس في كتابه للمرة السوداء ، قال : الماليخوليا أن يدارك في ابتدائه وإلا عسر علاجه من جهتين من قبل تمكن الخلط ومن قبل عسر إجابة العليل إلى القبول ، وعلامة ابتدائه أن يعرض للإنسان خوف وفزع وظن رديء في شيء واحد ويكون سائر أسبابه لا علة بها مثل أوهامهم أن منهم يخاف الرعد أو يولع بذكر الموت أو بالاغتسال أو يبغض طعاماً أو شراباً أو نوعاً من الحيوان ويتوهم أنه قد ابتلع حية أو نحو ذلك فيدوم فيهم بعض هذه الأعراض مدة ثم تقوى ، وتظهر أعراض ماليخوليا كاملة ويشتد على الأيام فإذا رأيت شيئاً منها فبادر بالعلاج.
قال : فإذا عرضت في أبدان أصحاب الماليخوليا قروح دل ذلك على موت قريب وهي قروح تظهر في الجنبين والصدر وظاهر البدن ففيها حرارة مؤلمة جداً قريبة من الجمر فيما يعرض فيه من الحكة وغير ذلك ، ويعرض الماليخوليا للرجال أكثر مما يعرض للنساء غير أنه إذا عرض للنساء كان ما يتخيله الحس وغمهن أقوى ولا يعرض للصبيان ، وقد يعرض / للغلمان في الندرة وللأحداث ، فأما الكهول والمشايخ فبالاختصاص يعرض لهم ، فلا وخاصة المشايخ فان الماليخوليا يکاد آن يکون عرضاً لازماً للشيخوخة لان المشايخ بالطبع
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 45 ـ
ضيقو الصدور قليلو الفرح سيئة أخلاقهم همهم رديء ونفخهم في البطن كثير وهذه أعراض الماليخوليا ، وأبعد الأزمنة من الماليخوليا الشتاء لجودة الهضم فيه ثم الصيف لأنه يطلق البطن ويذيب الفضول فأما من لم يطلق بطنه منهم فإنه يهيج عليه فيه هيجاناً عظيماً شديداً ، والموقعة في الماليخوليا الإكثار من الشراب وترك الرياضة توقع في الماليخوليا ، لي : هذا توقع في النوع الشراسيفي فأما هذا التدبير فنافع للماليخوليا لأن الماليخوليا إنما هو يبس ويصلحه الإكثار من الدم الجيد الرطب.
قال : وقد يوقع فيه شدة الفكر والهم ، وقد يعرض لبعض هؤلاء أن يولعوا بالأحلام وبالأخبار عما يكون فيصيبون فيه ، قال : وإذا عرض الماليخوليا ربما خفي ابتداؤه إلا على المهرة من الأطباء لأن الطبيب الحاذق قد يميز خبث النفس والقنوط والغم العارض بسبب آخر مما يعرض للناس.
قال : ومن العلامات الدالة على ابتداء الماليخوليا حب التفرد والتخلي من الناس على غير وجه حاجة معروفة أو علة كما يعرض للأصحاء لحبهم البحث والستر للأمر ـ الذي يجب ستره وقد ينبغي أن / يتفقد علامة متداولة ويبادر بعلاجه لأنه في ابتدائه آسهل ما يکون ، ويعسر ما يکون اذا استحکم ، وأول مايستدل به على وقوع الانسان في الماليخوليا أن يسرع الغضب والحزن والفزع بأكثر من العادة ويحب التفرد والتخلي ، فإن كان مع هذه الأشياء بالصورة التي أصف فليقو ظنك ويكون لا يفتح عينيه فتحاً جيداً كأن به خفشاً وتكون أعينهم ثابتة قليلاً وشفاههم غليظة أديم الألوان زعر الأبدان صدورهم وما يليه عظيم ، وما دون ذلك من البطن ضامر ، وحركتهم قوية سريعة لايقدرون على التمهل ، لالثغ دقاق الأصوات ، ألسنتهم سريعة الحرکة بالكلام ، قال وليس يظهر في كل هؤلاء قيء وإسهال معه كيموس أسود بل ربما كان الأكثر الظاهر منهم البلغم فإن ظهر في الاستفراغ شيء أسود دل على غلبة ذلك وكثرته في أبدانهم وخف منهم مرضهم قليلاً على أن منهم من يخف مرضه بخروج البلغم منه أكثر مما يخف بخروج الخلط الأسود ، وظهور الخلط الأسود فيهم يكون إما بالقيء أو البراز أو البول أو قروح في الجسد أو بهق أو كلف أو جرب أو سيلان البواسير ، وما أكثر ما يعرض الدوالي لهم ، والذين لا يظهر فيهم الخلط الأسود أعسر علاجاً على أنه وإن كان خروج البلغم يخف عنهم فإن الغالب عليهم الخط الأسود فإليه ينبغي أن يقصد بالاستفراغ وليس من کثرة السوداء في البدن کان الغالب الماليخوليا ، ولکن اذا كانت منتشرة في الدم كله كالبول الذي لا يرسب ثفله ، فأما إذا كانت راسبة فإنها وإن ـ 7ي2 کانت کثيرة لايکون منها ذللي ، قال : فاما اذا تميزت / من الدم کيف کان الى ظاهر البدن كالحال في الجرب والبهق الأسود أو خرجت عنه كالحال في البول والبراز. الاسود وعظيم الطحال والدوالي لم يکن له الماليخوليا.
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 46 ـ
لي : لأن في حال الانتشار يحتاج الدماغ إلى أن يغتذي بدم أسود في حال الحيازة عنه ولذلك قد يهيج الماليخوليا كثيراً في الربيع وفي أصحاب الدماء السود لأن الربيع من شأنه أن يثور الأخلاط ويغلي الدم كما يغلي في ذلك الوقت ماء العيون ويکدر حتي ير مي بما أسفلها الي اعلاها ، وکالحال في العصير الذي يکون حال الدم في الربيع ، قال : وللدم ايضاً آوقات ايتکدر فيها شوايب کما يغلي العيون في اوقات معلومة يكدر فيها ماؤها ويرمي بما في أسفلها إلى فوق ، ومن دلائل هذا المرض كثرة الاحتلام والدوار ودوي الأذن وثقل الرأس ، وهذه تكون بسبب الريح المنثور الذي في السوداء فإن کان معها ريح کما آن مع جميع الاشياء الباردة ريح ولست أعني الجامد لكن التي لن تبلغ من حرها أن يلطف البخارات.
قال : وشهوة الجماع فيهم أيضاً دليل على أن في السوداء ريحاً كثيرة وأصحاب الطبايع الفاضلة مستعدون للماليخوليا لان الطبايع الفاضلة سريعة الحرکة کثيرة الفکر . قال : والذين بهم الماليخوليا يحسن حاللهم ويخف بإطلاق البطن والجشاء والقيء . لي : هذا في الشراسيفية لا في غيرها ولم يذكر روفس إلا هذا الضرب وإني لاعجب من جالينوس کيف لم يقل آن روفس / لم يذکر شيئاً ولا علاجاً بالا بضرب واحد من ضروب هذه العلة.
العلاج : أسهلهم بالأفتيمون والصبر فإنهما معاً يلين إسهالهما وينفعان المعدة ويحتاجون إلى ذلك لأنهم سيئوا الهضم واعطهم كل يوم بعد النفض بهما شيئاً قليلا واعطهم كل يوم ثلاثين درهماً من عصارة الأفسنتين ، ولا تغب الإسهال عنهم بما ذكرت فإنك إذا فعلت ذلك لم يعرض لهم النفخ الكثير ولم تجف طبايعهم وجاد هضمهم وادر بولهم وهذا آصلح ما يکون لهم ، وليرتاضوا قليلاً ويأكلوا أغذية جيدة وأجود التعب لهم المشي ومن كان منهم هضمه ردياً فليستعمل الحمام قبل الغذاء وليکن الغذاء سريع الهضم بعيداً من توليد النفخ مليناً للبطن ويسقوا شراباً ابيض باعتدال ، وليتجرعوا الخل الثقيف عند النوم ويصتبغوا في أغذيتهم فإن ذلك يعين على جودة الهضم وخاصة إذا كان عنصلياً ، وإن أمكن فليفصدوا وخاصة في ابتداء هذا السقم بعد ذلك إذا تراجعت القوة فانفض السوداء بقوة بشحم الحنظل والخربق الأسود ، ولا تدع استعمال الملينة للبطن فيهم في كل يوم ليدوم لهم لين البطن ، والافتيمون أنفع شيء في ذلك والفوتنج والأسارون وماء الجبن وإدامة الأفسنتين فإنه قد براً خلق کثير منهم بادامته ومنهم ضعيف المعدة فحينئذ القيء البتة واغذهم بالأغذية الملينة كخبز السميذ ولحم الدجاج والجراد والسمك الصغار وأعن لهم بتخصب أبدانهم فإنهم إذا سمنوا انتقلوا عن أخلاقهم الردية وبرؤوا برءاً تاماً ، ومن كان منهم يحتمل شرب الخمر فلا يحتاج إلى علاج سواه فإن فيه وحده جميع ما
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 47 ـ
لي : لأن في حال الانتشار يحتاج الدماغ إلى أن يغتذي بدم أسود في حال الحيازة عنه ولذلك قد يهيج الماليخوليا كثيراً في الربيع وفي أصحاب الدماء السود لأن الربيع من شأنه أن يثور الأخلاط ويغلي الدم كما يغلي في ذلك الوقت ماء العيون ويکدر حتى ير مي بما أسفلها الى اعلاها ، وکالحال في العصير الذي يکون حال الدم في الربيع ، قال : وللدم ايضاً آوقات ايتکدر فيها شوايب کما يغلي العيون في اوقات معلومة يكدر فيها ماؤها ويرمي بما في أسفلها إلى فوق ، ومن دلائل هذا المرض كثرة الاحتلام والدوار ودوي الأذن وثقل الرأس ، وهذه تكون بسبب الريح المنثور الذي في السوداء فإن کان معها ريح کما آن مع جميع الاشياء الباردة ريح ولست أعني الجامد لكن التي لن تبلغ من حرها أن يلطف البخارات.
قال : وشهوة الجماع فيهم أيضاً دليل على أن في السوداء ريحاً كثيرة وأصحاب الطبايع الفاضلة مستعدون للماليخوليا لان الطبايع الفاضلة سريعة الحرکة کثيرة الفکر. قال : والذين بهم الماليخوليا يحسن حاللهم ويخف بإطلاق البطن والجشاء والقيء . لي : هذا في الشراسيفية لا في غيرها ولم يذكر روفس إلا هذا الضرب وإني لاعجب من جالينوس کيف لم يقل آن روفس / لم يذکر شيئاً ولا علاجاً بالا بضرب واحد من ضروب هذه العلة.
العلاج : أسهلهم بالأفتيمون والصبر فإنهما معاً يلين إسهالهما وينفعان المعدة ويحتاجون إلى ذلك لأنهم سيئوا الهضم واعطهم كل يوم بعد النفض بهما شيئاً قليلا واعطهم كل يوم ثلاثين درهماً من عصارة الأفسنتين ، ولا تغب الإسهال عنهم بما ذكرت فإنك إذا فعلت ذلك لم يعرض لهم النفخ الكثير ولم تجف طبايعهم وجاد هضمهم وادر بولهم وهذا آصلح ما يکون لهم ، وليرتاضوا قليلاً ويأكلوا أغذية جيدة وأجود التعب لهم المشي ومن كان منهم هضمه ردياً فليستعمل الحمام قبل الغذاء وليکن الغذاء سريع الهضم بعيداً من توليد النفخ مليناً للبطن ويسقوا شراباً ابيض باعتدال ، وليتجرعوا الخل الثقيف عند النوم ويصتبغوا في أغذيتهم فإن ذلك يعين على جودة الهضم وخاصة إذا كان عنصلياً ، وإن أمكن فليفصدوا وخاصة في ابتداء هذا السقم بعد ذلك إذا تراجعت القوة فانفض السوداء بقوة بشحم الحنظل والخربق الأسود ، ولا تدع استعمال الملينة للبطن فيهم في كل يوم ليدوم لهم لين البطن ، والافتيمون أنفع شيء في ذلك والفوتنج والأسارون وماء الجبن وإدامة الأفسنتين فإنه قد براً خلق کثير منهم بادامته ومنهم ضعيف المعدة فحينئذ القيء البتة واغذهم بالأغذية الملينة كخبز السميذ ولحم الدجاج والجراد والسمك الصغار وأعن لهم بتخصب أبدانهم فإنهم إذا سمنوا انتقلوا عن أخلاقهم الردية وبرؤوا برءاً تاماً ، ومن كان منهم يحتمل شرب الخمر فلا يحتاج إلى علاج سواه فإن فيه وحده جميع ما
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 48 ـ
لي : لأن في حال الانتشار يحتاج الدماغ إلى أن يغتذي بدم أسود في حال الحيازة عنه ولذلك قد يهيج الماليخوليا كثيراً في الربيع وفي أصحاب الدماء السود لأن الربيع من شأنه أن يثور الأخلاط ويغلي الدم كما يغلي في ذلك الوقت ماء العيون ويکدر حتى ير مي بما أسفلها الى اعلاها ، وکالحال في العصير الذي يکون حال الدم في الربيع ، قال : وللدم ايضاً آوقات ايتکدر فيها شوايب کما يغلي العيون في اوقات معلومة يكدر فيها ماؤها ويرمي بما في أسفلها إلى فوق ، ومن دلائل هذا المرض كثرة الاحتلام والدوار ودوي الأذن وثقل الرأس ، وهذه تكون بسبب الريح المنثور الذي في السوداء فإن کان معها ريح کما آن مع جميع الاشياء الباردة ريح ولست أعني الجامد لكن التي لن تبلغ من حرها أن يلطف البخارات.
قال : وشهوة الجماع فيهم أيضاً دليل على أن في السوداء ريحاً كثيرة وأصحاب الطبايع الفاضلة مستعدون للماليخوليا لان الطبايع الفاضلة سريعة الحرکة کثيرة الفکر. قال : والذين بهم الماليخوليا يحسن حاللهم ويخف بإطلاق البطن والجشاء والقيء . لي : هذا في الشراسيفية لا في غيرها ولم يذكر روفس إلا هذا الضرب وإني لاعجب من جالينوس کيف لم يقل آن روفس / لم يذکر شيئاً ولا علاجاً بالا بضرب واحد من ضروب هذه العلة.
العلاج : أسهلهم بالأفتيمون والصبر فإنهما معاً يلين إسهالهما وينفعان المعدة ويحتاجون إلى ذلك لأنهم سيئوا الهضم واعطهم كل يوم بعد النفض بهما شيئاً قليلا واعطهم كل يوم ثلاثين درهماً من عصارة الأفسنتين ، ولا تغب الإسهال عنهم بما ذكرت فإنك إذا فعلت ذلك لم يعرض لهم النفخ الكثير ولم تجف طبايعهم وجاد هضمهم وادر بولهم وهذا آصلح ما يکون لهم ، وليرتاضوا قليلاً ويأكلوا أغذية جيدة وأجود التعب لهم المشي ومن كان منهم هضمه ردياً فليستعمل الحمام قبل الغذاء وليکن الغذاء سريع الهضم بعيداً من توليد النفخ مليناً للبطن ويسقوا شراباً ابيض باعتدال ، وليتجرعوا الخل الثقيف عند النوم ويصتبغوا في أغذيتهم فإن ذلك يعين على جودة الهضم وخاصة إذا كان عنصلياً ، وإن أمكن فليفصدوا وخاصة في ابتداء هذا السقم بعد ذلك إذا تراجعت القوة فانفض السوداء بقوة بشحم الحنظل والخربق الأسود ، ولا تدع استعمال الملينة للبطن فيهم في كل يوم ليدوم لهم لين البطن ، والافتيمون أنفع شيء في ذلك والفوتنج والأسارون وماء الجبن وإدامة الأفسنتين فإنه قد براً خلق کثير منهم بادامته ومنهم ضعيف المعدة فحينئذ القيء البتة واغذهم بالأغذية الملينة كخبز السميذ ولحم الدجاج والجراد والسمك الصغار وأعن لهم بتخصب أبدانهم فإنهم إذا سمنوا انتقلوا عن أخلاقهم الردية وبرؤوا برءاً تاماً ، ومن كان منهم يحتمل شرب الخمر فلا يحتاج إلى علاج سواه فإن فيه وحده جميع ما
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 49 ـ
يحتاج إليه في علاج هذه العلة وينفعهم / الأسفار البعيدة الممدة وإنها تبدل مزاجهم وتجيد هضمهم وتسلبهم عن الفکر وتلهيهم.
ويسئل عن السبب البادي والتدبير وضاده بالعلاج فمن کان وقع فيه من التحفظ ولطف التدبير فأوسع عليه بالضد وأغب علاجهم مدة ثم عاوده فإنهم ربما خرجوا من العلة في المدة التي تغب فيها العلاج ، وإدمان العلاج يوهن الطبيعة ، وظهور البهق فيهم علامة قوية على الصلاح في الصدر والبطن خاصة والظهر ، وكذلك الجرب المتقرح وعليالث باسخان شراسيفهم بالتکميد الدائم لي جود هضمهم ويذهب نفخهم ونطلهم بالمياه المحللة للرياح بطبيخ الفوتنج والسداب فإن هذه تحلل النفخ وتعين على الهضم ولکن اطبخها بالزيت وامر خهم به وان طبخت بالماء فاغمس صوفا وضعه على البطن.
وإن ضمدتهم بالبزور المقشية للرياح فهو جائز وليكن ذلك بالليل وتدهن أيضاً البطن بدهن السوسن وأعن بأن يكون أبداً مدثراً مسخناً وضع عليه المحاجم إن احتجت إلى ذلك لشدة النفخ وقوهم بالطيب ، وإذا منعت في العلاج فضع ضماد الخردل على البطن فإنه عظيم النفع ليستأصل الوجع أصلاً وخاصة في أواخر عللهم وعند أمارات البرد ينصب مادة إلى بعض الأعضاء فإنه كثيراً ما يكون ذلك فيورثهم الفالج والصرع فإن ظننت شيئاً فعليك بتقوية الموضع إن كان شريفاً فلا توهم العليل آن به ماليخوليا لکن نلک انما تعالجه من سوء الهضم فقط وساعده على کثير من رأيه وألهه وفرحه واشغله عن الفكر. لي : لا يذكر / هذا الرجل شيئاً سوى المراقية. لي : الذين يهيج بهم الماليخوليا في الربيع ليس فساد في آدمغتهم لکن دم عروقهم سوداوي فتثور في ذلك الاثار حتى يبلغ الدماغ.
سرافيون ، الماليخوليا وسواس بلا حمي فهي ثلاثة اصناف ، اما آن يکون في الدماغ نفسه خلط أسود ، وإما أن يكون الدم الذي في البدن كله أسود ، والمراقي وهو الذي يحدث عن فلغموني في جداول الكبد فيصير الدم هناك سوداوياً ويرتفع منه بخار سوداوي إلى الرأس ، واللازم لهذه العلة الخوف والغم والولوع لشيء ما بإفراط ويكثرون النظر في الأرض ويسود شعورهم وإن كانوا قد شابوا عاد أسود . لي : هذا غاية ما يکون من اليبس.
قال : والمراقية معها جشاء حامض وكثرة البزاق ولهب وقرقرة في البطن ووجع بين الکتفين وبزار بلغمي وانتفاخ المراق.
قال : ابدأ بفصد الأكحل والصافن وخاصة فى النساء ومن احتبس عنه البواسير ، ثم أرحه أياماً واغذه فيها بلحوم الحملان والجداء والطير وجنبه الباذنجان والكرنب
الحاوي في الطب ج (1)
ـ 50 ـ
والعدس والجبن العتيق ولحم البقر والمالح ، واغذهم بالمرطبة واسقهم شراباً أبيض فان کانت هنال حرارة کثيرة فبسکنجبين سکري . لي : ينظر فيه لان الخل مولد للسوداء إذا أدمن . قال : جذبه في الإسهال للسوداء إن كانت حرارة بالمطبوخات وإلا ماء الحبوب تريحهم فيما بينها ويحسن تدبير هم.
/ وإن كانوا نحفاء محرورين فاسقهم ماء الجبن والأفتيمون والهليلج الأسود فإن استفرغت السوداء بكثرة فخذ في الأدوية التي تنفع القلب بعد أن تعرف حاله ، وإن كان حامياً أعطه السفوفات التى تعطى للخفقان الحار وبالضد ، واسقه مثقال ترياق بماء لسان الثور أو دواء المسك فإن له فعلاً في هذه العلة بماء الترنجان ، وإن حدث بهم سهر فلا تدع ترطيب الرأس ، فإن لم ينجع علاجك في أول مرة فأرح العليل ثم كرر عليه التدبير مرتين أو ثلاث فإن هذا الخلط عسر المواطأة للأدوية ، ورطب البدن ووسع مسامه ثم أسهل أيضاً إن شاء الله تعالى . لي : يصح من کلام جالينوس في جميع هذه المواضع إنه يتوقى الحرارة في هؤلاء ويميل إلى الترطيب ولا يحتاج في صحة هذا الرأي إلى دليل أعظم من أنه قل ما يعرض للنساء والصبيان والخصيان والباردي المزاج . لي : جملة علاج الماليخوليا غير المراقية الفصد والإسهال المتواتر من السوداء وتبريد الكبد خاصة وتقوية الطحال على الجذب وفتح أفواه البواسير ولزوم الحمام والشراب والنوم ، وأما الذي في الدماغ خاصة بالشراب الكثير المزاج والماء العذب وترطيب الرأس وتبريده.
المراقية ، فأما المراقية فالقىء والشراب والتدبير المقلل للسوداء توليداً أو استفراغاً لئلا يجد الطحال ما يجذب ويدفع بعد على المعدة ، وفصد الأسيلم ليكون الطحال مشتاقاً إلى الجذب ضنيناً لما عنده.
الاسکندر من مقالته في الماليخوليا ، قال : آنسرع بعلاج الماليخوليا فانه ان طال بسبب الدماغ سوء مزاج لابث يصير له شبه بالحال الطبيعي / لا يبرؤ البتة ومتى احتجت أن تسهلهم فرطبهم أولاً بالأغذية والأشربة والحمام أياماً ثم أسهلهم فإنه حينئذ يواتيك فإن اكتفوا بما أسهلت وإلا فأرحهم أياماً وألزمهم الغذاء الرطب والحمام الفاتر والدعة والسكون ثم عاود الإسهال أيضاً بأقوى من الأول وأسهلهم بأيارج فيقرا ، والسقمونيا إن كانت إمارات الحرارة والاحتراقات ، وليكن أحد عشر سقموينا ومن الأيارج ستة وتسعين قيراطاً . لي : يجزىء ثلث هذا ، قال وإياك أن تسهلهم بالأيارجات الكبار وبالقوية الأسخان فإن هذه يؤديهم إلى غاية الجنون لأنه يحرق دماءهم ويخرجها إلى غاية اليبس والحدة ، وأحمد الوجوه في إسهال هؤلاء بما لا يسخن ، ثم أقصد بعقب الإسهال قصد الغذاء المرطب فإني قد أبرأت خلقاً منهم بالتدبير المرطب فقط.
وأبلغ الأغذية في ذلك كشك الشعير ثم السمك الصخري والدجاج والخس